جاءت كلمات المتحدث الرئيسي ديفيد سفريزي في فعالية الأمم المتحدة لإحياء اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، في وقت تشهد فيه التقنيات الجديدة المساعِدة لذوي الاحتياجات الخاصة طفرة كبيرة قد تتيح للمتعايشين مع التوحد التواصل والتفاعل مع العالم من حولهم، بصورة غير مسبوقة. ويقول سفريزي، وهو نفسه من الناشطين المتعايشين مع التوحد، إن “التقنيات المساعدة قد حوَّلت من قدرات المتوحّدين ليشاركوا في العالم من حولهم بفعالية وبشكل عميق. وهي لم تجمعنا معا كحضور سياسي، بل منحت أيضا صوتا لمن لا صوت.”
وكانت وكيلة الأمين العام للإعلام الدولي أليسون سميل قد نقلت في كلمتها الافتتاحية لفعالية اليوم العالمي تشديد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن “عراقيل كبرى ما زالت تحول دون وصول مثل هذه التقنيات إلى من سيستفيدون منها في جميع أنحاء العالم، وذلك بسبب ارتفاع تكلفتها أو عدم توافرها أو نقص الوعي بما تتيحه للمصابين بالتوحد من إمكانات.”
ويسلَّط احتفال الأمم المتحدة هذا العام الضوء على أهمية التكنولوجيات المساعدة ميسورة التكلفة في توفير الدعم للمصابين بالتوحد لكي “ينعموا بحياة لا يتمتعون فيها بالاستقلالية فحسب بل ويمارسون حقوقهم الإنسانية الأساسية أيضا”، حسب تعبير الأمين العام في رسالته في اليوم العالمي.
ويعتبر الأمين العام الحصول على التقنيات المساعدة بأسعار معقولة شرطا أساسيا في تمكين المتعايشين مع التوحد من ممارسة حقوقهم الإنسانية الأساسية والمشاركة الكاملة في حياة مجتمعاتهم.
وتشير البيانات المتاحة إلى أن أكثر من 50% من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يحتاجون إلى أجهزة مساعدة في العديد من البلدان النامية لا يستطيعون الحصول عليها.
وكان أنطونيو غوتيريش قد أكد على أهمية استراتيجية الأمين العام للأمم المتحدة بشأن التكنولوجيات الجديدة التي أعلن عنها العام الماضي، والتي تهدف إلى “ضمان اتساق التكنولوجيات الجديدة والناشئة مع القيَم المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات المتعلقة بحقوق الإنسان” بما في ذلك اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. ودعا أمين عام الأمم المتحدة إلى تجديد الالتزام بقيم المساواة والإنصاف والإدماج هذه، وبتعزيز المشاركة الكاملة لجميع المصابين بالتوحد، بأن “نضمن لهم الحصول على الأدوات اللازمة للتمتع بحقوقهم وحرياتهم الأساسية”.