ويهدف البرنامج إلى تحقيق تحول نوعي في فهم حقوق الطفل ونشر الوعي حولها من خلال مجموعة من المحاور التوعوية والتثقيفية التي تستهدف كافة الفئات ذات العلاقة. ونشر التوعية حول حقوق الطفل وفقًا للمواثيق والتشريعات الوطنية والدولية، ورفع مستوى الوعي بأهمية حماية الأطفال من جميع أشكال الإساءة والعنف، وتعزيز الهوية الوطنية لدى الأطفال، وتنمية حس المسؤولية لديهم تجاه وطنهم، وتوعية الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين بسبل الوقاية من التنمر بجميع أشكاله، وتعزيز ثقافة التسامح والاحترام المتبادل في البيئة المدرسية والاجتماعية، وتقديم ورش عمل ومحاضرات توعوية تهدف إلى تعريف أولياء الأمور بأساليب التربية الإيجابية، وكيفية التعامل مع تحديات الطفولة الحديثة.
بالإضافة إلى تزويد العاملين في القطاع التعليمي والاجتماعي بالمهارات والأدوات اللازمة لحماية حقوق الطفل وتعزيز بيئة آمنة ومستدامة للنمو والتعلم، وتنفيذ أنشطة وورش عمل تفاعلية للأطفال أنفسهم لتعريفهم بحقوقهم بأساليب مبتكرة تتناسب مع أعمارهم وتطلعاتهم، والعمل على توحيد الجهود بين الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني لتحقيق رؤية مشتركة لحماية الأطفال وتعزيز حقوقهم.
وأكدت صاحبة السمو السيدة الدكتورة/ منى بنت فهد آل سعيد رئيسة جمعية الأطفال أولًا في كلمتها خلال حفل التدشين على أهمية البرنامج كجزء من الجهود الوطنية لحماية الأطفال وتعزيز هويتهم وانتمائهم الوطني، وأوضحت أن الجمعية تسعى عبر هذا البرنامج إلى توفير بيئة تعليمية وتثقيفية تدعم تنمية الطفل وفق معايير عالمية، مشيرةً إلى أن التوعية بحقوق الطفل لا تقتصر على المؤسسات الحكومية فحسب، بل تتطلب مشاركة المجتمع بأكمله.
وأضافت أن هذه البرنامج يأتي تنفيذه ترجمة وتحقيقا لتطابق الرؤى والأهداف المشتركة بين الجمعية واللجنة في سبيل تنمية الطفولة وترسيخ القيم الوطنية العُمانية الأصيلة وتعزيز سبل الحماية اللازمة للطفل في ظل المتغيرات الاجتماعية والدولية وانعكاساتها على المستوى الاجتماعي والفردي خصوصا على الناشئة وتأثريها على سلوكهم وهو بذلك يلبي الطموح نحو غرس القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية في نفوس الاطفال، ويأتي برنامج التعاون هذا بين الجمعية واللجنة ليؤكد رغبة الجهتين في تحديد اطار للتنسيق والتعاون المشترك، مما يسهم في تعزيز حقوق الإنسان الذي يشمل على تبادل المعارف، كالبيانات والإحصاءات والزيارات وإقامة البرامج التدريبية وتنظيم الفعاليات والمؤتمرات المشتركة وعليه فأنه سيتم تنفيذ عدد من البرامج هذا العام تتناول موضوعات حقوق الطفل والقيم والانتماء وحماية الطفل من الإساءة والتنمر وذلك في اطار العمل بقانون الطفل، واتفاقية حقوق الطفل.
من جانبه ألقى الأستاذ الدكتور / راشد بن حمد البلوشي رئيس اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان كلمة أكد فيها أن حماية الأطفال هي مسؤولية مشتركة تتطلب جهودًا متواصلة من مختلف القطاعات. وأشار إلى أن اللجنة تعمل على تعزيز آليات الحماية من العنف والاستغلال من خلال برامج توعوية، وتقديم الاستشارات القانونية، وتلقي البلاغات الخاصة بانتهاكات حقوق الطفل. واوضح أن حماية حقوق الطفل وغرس قيم الانتماء والمواطنة ليست مسؤولية تقع على عاتق جهة دون أخرى، بل هي واجب وطني وإنساني يتطلب تعاونًا مستمرًا بين مختلف الجهات الحكومية والوطنية ومؤسسات المجتمع المدني، لضمان بيئة آمنة وداعمة لنمو أطفالنا جسديًا، ونفسيًا، واجتماعيًا، وتعليميًا، وانطلاقًا من هذه الرؤية، حرصت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان خلال السنوات الماضية على تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج التوعوية، حيث قدمت بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم محاضرات توعوية لطلبة المدارس في مختلف محافظات سلطنة عُمان، استهدفت من خلالها طلبة المدارس الحكومية والخاصة، والمدارس الأجنبية، كما نظمت ورشًا تدريبية للمعلمين والمختصين لتعزيز قدراتهم في مجال حقوق الطفل. ولم يقتصر هذا الجهد على العام الدراسي، بل امتد إلى البرامج الصيفية التي تنظمها الوزارة، حيث شاركت اللجنة بشكلٍ فاعل في البرامج الصيفية التي تنضمها وزارة التربية والتعليم مشكورة لاستغلال وقت أطفالنا بالشكل الأمثل.
وأضاف أن هذا البرنامج التوعوي يأتي في إطار رؤية عُمان 2040، التي أولت اهتمامًا كبيرًا بمحور “الإنسان والمجتمع”، والذي يركز على تعزيز الهوية الوطنية والمواطنة الفاعلة، وأُوكلت إلى اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان مهمة غرس هذه القيم في الأجيال الناشئة، وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم، وترسيخ مبادئ المواطنة المسؤولة، بما يسهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك، قادر على تحقيق التنمية المستدامة التي تطمح إليها سلطنة عُمان.
وخلال البرنامج تم عرض فيديو “قيم وانتماء”؛ حيث سلط الضوء على أهمية ترسيخ المبادئ الأخلاقية والوطنية لدى الأطفال منذ الصغر، مستعرضًا مشاهد تمثيلية عن كيفية تعزيز روح التعاون والانتماء للوطن عبر مواقف يومية يعيشها الأطفال داخل المدارس وفي منازلهم.
وتناول الفيديو الثاني مشكلة التنمر، من خلال توضيح أشكال التنمر اللفظي والجسدي والنفسي، وتأثيره السلبي على الأطفال من الناحية النفسية والاجتماعية والتعليمية. كما قدم الفيديو حلولًا لكيفية مواجهة التنمر في البيئة المدرسية وتعزيز ثقافة الاحترام والتسامح بين الطلاب. وتم التأكيد على دور الأهل والمعلمين في التصدي لهذه الظاهرة من خلال أساليب التربية الإيجابية ودعم الأطفال المتضررين.
وقدمت الفاضلة شذى بنت عبد المجيد الزدجالية مديرة دائرة المنظمات والعلاقات الدولية باللجنة العُمانية لحقوق الإنسان، ورقة عمل بعنوان “جهود اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان في تعزيز وحماية حقوق الطفل”، استعرضت خلالها الدور الذي تضطلع به اللجنة في متابعة وتنفيذ الاستراتيجيات الوطنية الخاصة بحقوق الطفل، والتعاون مع الجهات المحلية والدولية لضمان بيئة آمنة للأطفال في السلطنة.
وتناولت الورقة عدة محاور رئيسية كان أبرزها آليات تلقي الشكاوى المتعلقة بحقوق الطفل والتعامل معها، حيث أشارت إلى أن اللجنة توفر قنوات متعددة لاستقبال البلاغات، تشمل الخطوط الساخنة، والبريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني الرسمي، إلى جانب الزيارات الميدانية لرصد أي انتهاكات قد يتعرض لها الأطفال. كما سلطت الزدجالية الضوء على التعاون الوثيق بين اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان والجهات المعنية بحقوق الطفل، بما في ذلك وزارة التربية والتعليم، ووزارة التنمية الاجتماعية، والمنظمات الدولية مثل اليونيسيف، بهدف تطوير برامج تدريبية وتوعوية تسهم في حماية الطفل وتعزز من وعيه بحقوقه.
كما أشارت الورقة إلى الدور الإعلامي الذي تقوم به اللجنة في نشر ثقافة حقوق الطفل من خلال إعداد حملات إعلامية توعوية، وإنتاج مواد مرئية ومسموعة تستهدف مختلف الفئات، خاصةً الأطفال وأولياء الأمور، للتعريف بحقوق الطفل وآليات الحماية المتاحة لهم. وقدمت الفاضلة/ جوخة بنت علي بن ماجد المعمرية عضو مجلس إدارة جمعية الأطفال أولًا، ورقة عمل بعنوان “أدوار وبرامج جمعية الأطفال أولًا لتنمية أطفال سلطنة عُمان”، استعرضت خلالها الجهود التي تبذلها الجمعية في مجالات التوعية، والتنمية، وحماية الأطفال، مؤكدةً أن الجمعية تسعى إلى تمكين الطفل وتوفير بيئة آمنة له تدعم نموه المعرفي والاجتماعي والصحي.
ركزت الورقة على الرؤية الاستراتيجية للجمعية، والتي تقوم على تعزيز وعي الأطفال بحقوقهم، وإعدادهم ليكونوا أفرادًا فاعلين في المجتمع، من خلال برامج تربوية، صحية، وثقافية. كما أوضحت المعمرية أن الجمعية تسعى إلى غرس مفاهيم المواطنة والانتماء والمسؤولية لدى الأطفال، من خلال برامج تعليمية تستهدف المدارس، ومبادرات توعوية تشارك فيها الأسر ومؤسسات المجتمع المدني. وأبرزت الورقة المشر
وعات التوعوية التي تنفذها الجمعية بالتعاون مع مختلف الجهات مثل البرامج التدريبية وورش العمل التي تستهدف الأطفال، وأولياء الأمور، والمختصين في مجال الطفولة، لتعريفهم بأساليب التربية الإيجابية، وطرق حماية الطفل من العنف والإساءة.
واختتم الحفل بعرض فيديو عن المواطنة وأهمية تعزيز الهوية الوطنية لدى الأطفال، حيث ركز على مفاهيم مثل المسؤولية الاجتماعية، وحب الوطن، واحترام القوانين، والمشاركة المجتمعية، وأهمية الانتماء إلى المجتمع والعمل من أجل تطويره.







